روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 506

أحمد تقي الدين ـ الحياة

إن الحياة تنازع وتناضل

 والناس فيها الصحب والأعداء

فأربأ بنفسك أن تكون ذليلةً

 فالذلُّ داهية لها دهماء

أَوَ لم تَرَ الأوراق كيف تناثرت

 والغصنُ باق والهواء هواء

هذا تدبُّ به  الحياة وهذه

 لم يبقَ فيها للحياة ذَماء

يا معشر الضعفاء إن حياتنا

 حرب يَذلّ بنارها الجبناءُ

أبو العلاء المعري ـ أحداث

أَلا فَاِنعَموا وَاِحذَروا في الحَياةِ

 مُلِمّاً يُسَمّى مُزيلَ النَعَم

أَرى قَدَراً بَثَّ أَحداثَهُ

 فَخَصَّ بِهِنَّ أُناساً وَعَم

وَإِنَّ القَنا حَمَلَتها الأَكُفُّ

 لِطَعنِ الكُماةِ وَشَلَ النَعَم

فَلا تَأمَنوا الشَرَّ مِن صاحِبٍ

 وَإِن كانَ خالاً لَكُم وَاِبنَ عَم

أديب التقي ـ بؤس

أَلا تَعِست هَذي الحَياة فَما بِها

 سِوى البُؤس وَالهَم المُلازم لِلنَفس

تُشابه فينا حُزنَها وَسُرورَها

 وَأَمسى سَواءاً طالعا السَعد وَالنَحس

وَحالُ غَنيّ القَوم حالَ فَقيرهم 

 بِحَمل رَزايا العَيش وَالضَنك وَالبُؤس

كَذا المَرء في الدُنيا حَليف مَصائب

 مُنوَّعة حَتّى يَغيَّب في الرَمس

أسامة الشيزري ـ راحة الموت

إذا تقوَّسَ ظهرُ المرءِ من كِبَرٍ

 فعاد كالقوسِ يمشي والعصَا الوتر

فالموتُ أروحُ آتٍ يسترِيحُ بِه 

 والعيشُ فيه لهُ التَّعذيبُ والضَّرر

إذا عَاد ظهرُ المرءِ كالقَوسِ والعصَا  

 له حينَ يمشي وهْي تقدمُهُ وَتَرْ

وملَّ تكاليفَ الحياةِ وطُولَها

 وأضعَفَهُ من بعدِ قُوَّتِه الكِبَرْ

فإنّ لَه في الموتِ أعظمَ راحةٍ

 وأمْناً من الموتِ الذي كان يُنتظَرْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *