محليات

وسط إغراءات مالية واقتصادية أمريكية تمسك المقاومة بسلاحها يجهض خطط واشنطن ويقطع الطريق على الفتن

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة اعتبرت أن ما أدلى به المسؤولين الأميركيين يعكس معادلة ترتكز على الضغط والترغيب في آنٍ معاً، فمن جهة ربطوا أي تقدم على صعيد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من الأراضي التي احتلوها بإجراءات لبنانية داخلية، تبدأ بخطوة تجريد المقاومة من سلاحها وقد لا تنتهي عند هذا الطلب بعد إعلان نتنياهو عن عزمه تحقيق حلمه التوراتي بجعل إسرائيل تمتد من النيل إلى الفرات، ومن جهة أخرى تضيف الأوساط حاول الأمريكيون إغراء السلطة في لبنان بتقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية، والطلب من بعض الأنظمة الخليجية بالمساعدة في إعادة الإعمار.

هذه الخديعة الأمريكية تهدف حسب هذه الأوساط لإخضاع لبنان كلياً للهيمنة الأمريكية- الصهيونية ودفعه نحو التطبيع مع العدو، خصوصاً أنه لم يصدر أي موقف عن قادة العدو يعلن التزامه وقف الاعتداءات، في حين أن الورقة الأمريكية تتضمن ترتيبات لمصلحة إسرائيل لجهة حق توجيه الضربات الاستباقية أمام أي حراك لبناني ستعتبره تهديداً حتى لو كان غير ذلك.

وأضافت الأوساط أن الوعود الأمريكية تنحصر في حال وافق لبنان على انشاء منطقة اقتصادية على الحدود أن تعمد إسرائيل إلى تخفيض تدريجي لقواتها في الجنوب، وهذا الوعد قد يكون خديعة أخرى من الموفد الأمريكي توم برّاك.

واعتبرت الأوساط أن فكرة المنطقة الاقتصادية تعني خلق مناخ إيجابي على وجود العدو على جانب الحدود، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى التطبيع مع إسرائيل هذا من جهة، ومن جهة ثانية يعتبر الطرح الأمريكي يصب في مصلحة العدو في إفراغ بعض القرى من سكانها بذريعة تحويلها إلى منطقة استثمارية، وهذا يعني أيضاً تهجير مئات العائلات الذي يندرج في سياسة التغيير الديموغرافي، وهذا الأمر هو أحد أحلام العدو.

وحذرت الأوساط من أن هناك أكثر من سيناريو تعمل عليه إدارة ترامب بالتنسيق مع الكيان، وأخطرها أن تلجأ واشنطن بإحكام الحصار المالي على لبنان من أجل دفع الحكومة إلى إجراءات تنفيذية وخطوات عملية لتجريد المقاومة من سلاحها، الأمر الذي سيفتح إلى مواجهة مع المقاومة والقوى الوطنية الحليفة لها والبيئة الداعمة لها، ما قد يؤدي إلى انزلاق لبنان نحو الحرب الأهلية، خصوصاً أن واشنطن والرياض سيسعيان إلى استخدام القوات اللبنانية وحلفائها كأدوات تنفيذية لهذه الحرب.

يبقى تقول الأوساط أنه إذا تمسكت المقاومة بسلاحها والتف حولها حلفائها في الداخل وفي الإقليم وفشلت الحكومة في فرض أجندتها سيتم إجهاض الخطط الأمريكية- الصهيونية- السعودية بانتظار أن تحدث متغيرات إقليمية تُعيد التوازنات التي كانت قائمة قبل طوفان الأقصى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *