أزمة خطيرة في مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة.. تهديد استراتيجي ناشئ
ترجمة وإعداد: حسن سليمان
تمر مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة بأزمة غير مسبوقة. فالدعم التقليدي لها يتراجع بشكل ملحوظ بين الديمقراطيين، وحتى بين بعض الجمهوريين. ويتجلى هذا التوجه بشكل خاص بين الشباب من كلا التيارين السياسيين.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرأي العام تجاه إسرائيل يتأثر سلباً وبشكل مباشر بسلوكها في الحرب والوضع الإنساني في قطاع غزة. كما يُلاحظ تراجع ملحوظ في الدعم وتزايد في الانتقادات الموجهة لإسرائيل في أوساط الجالية اليهودية، وخصوصاً بين التيارات الليبرالية. وقد تُلحق هذه الاتجاهات الضرر بحرية إسرائيل السياسية والعسكرية في العمل، وتُشكل تهديداً حقيقياً لأمنها، فبالإضافة إلى تزايد اعتماد إسرائيل على رئيس يُنظر إليه على أنه متقلب، تتزايد أيضاً داخل الحزب الجمهوري الانتقادات الموجهة لتحركات إسرائيل ومدى الدعم لها. ومن المتوقع أن تُصعّب الانتقادات الحادة الموجهة إلى القاعدة الديمقراطية على أي قيادة مستقبلية للحزب استعادة نطاق الالتزام الذي أُعطي لإسرائيل في الماضي. لا تزال إسرائيل تتمتع بقاعدة دعم واسعة، لا سيما بين اليهود الأمريكيين، وكبار السن، والمحافظين، والمسيحيين الإنجيليين، لكن هذه القاعدة وحدها لا تضمن دعماً واسعاً ومستقراً. إن استراتيجية إعلامية لا تدعمها تغييرات جوهرية في السياسات لن تُغير التوجهات، ولاستعادة مكانتها، يتعين على إسرائيل اتخاذ خطوات واضحة لإنهاء القتال، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، وصياغة استراتيجية طويلة الأمد تضمن استقرار علاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة.
تُعتبر إسرائيل حليفاً استراتيجياً رئيسياً للولايات المتحدة. على مر السنين، تجاوز الدعم لها الحدود الحزبية وارتكز على طيف واسع من المصالح المشتركة، لا سيما القيم العميقة والعلاقات الأمنية. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، وخاصةً على خلفية الحرب في قطاع غزة، برزت اتجاهات متزايدة تُشير إلى تغير في المواقف العامة، وحتى المؤسساتية، في الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وتتجلى هذه التغييرات بشكل خاص بين مؤيدي الحزب الديمقراطي، إلا أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في الدعم واضحاً أيضاً بين الجمهوريين، وخاصة الشباب الذين ينتمون إلى الحزب. ينبع هذا التحول من مجموعة عوامل، أبرزها تغير الأولويات في الولايات المتحدة، إلى جانب عدم الرضا عن سلوك إسرائيل في السنوات الأخيرة، وخاصةً الحرب الدائرة في غزة.
في تموز الماضي، نشر معهد غالوب استطلاعاً جديداً أظهر أن 32% فقط من الأمريكيين ينظرون بإيجابية إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة – بانخفاض قدره 10 نقاط مئوية مقارنة باستطلاع مماثل أُجري في ايلول 2024. وأعرب 60% من المشاركين عن معارضتهم للعمليات العسكرية الإسرائيلية. أُجري الاستطلاع بعد وقت قصير من انتهاء الحرب مع إيران، وبالتوازي مع جولة مفاوضات بين إسرائيل وحماس حول وقف إطلاق النار واتفاق لإعادة الرهائن. في ذلك الوقت، هيمنت على وسائل الإعلام الأمريكية عناوين رئيسية تركز على تدهور الوضع الإنساني في غزة، بما في ذلك مزاعم المجاعة الجماعية وارتفاع عدد المدنيين الذين قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من مراكز توزيع “صندوق الإغاثة الإنسانية لغزة”، الممول من الولايات المتحدة وإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، وردت تقارير عن هجمات على فلسطينيين في الضفة الغربية على يد متطرفين يهود، بما في ذلك مقتل مواطن أمريكي
وكما في السابق، كشف الاستطلاع عن فجوات كبيرة بحسب الانتماء الحزبي بين الديمقراطيين (8% تأييد) والجمهوريين (71% تأييد) والمستقلين (25% تأييد). وكان الرقم الأبرز والأكثر إثارة للقلق في الاستطلاع هو اتجاهٌ كان أكثر وضوحاً هذه المرة – وهو الانتقاد اللاذع لإسرائيل بين الفئة العمرية الأصغر سناً، بمن فيهم الجمهوريون: 9% فقط من جميع المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً أعربوا عن دعمهم للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ويتجلى تآكل مكانة إسرائيل لدى الرأي العام الأمريكي بوضوح في استطلاعات أخرى:
* في نيسان، أظهر استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث أن 53% من الأمريكيين أعربوا عن رأي سلبي تجاه إسرائيل، بزيادة قدرها 10 نقاط عن استطلاع أجري في ك 2 2024. وكان ارتفاع المشاعر السلبية أكثر وضوحاً بين الديمقراطيين الأكبر سناً والجمهوريين الأصغر سناً. في الواقع، انقسمت الآراء حول إسرائيل بالتساوي بين الجمهوريين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، حيث عبر بعضهم عن مشاعر إيجابية والبعض الآخر عن مشاعر سلبية تجاه الدولة اليهودية.
* أظهر استطلاع رأي أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية في ايار أن الأمريكيين يمنحون إسرائيل تقييماً “مخيباً للآمال” بلغ 50 من 100، وهو الأدنى منذ عام 1978، مع انخفاض الدعم بشكل كبير بين الديمقراطيين.
* وأفاد استطلاع رأي أجرته جامعة ماريلاند في اب أنه ولأول مرة، يتعاطف عدد أكبر من الأمريكيين مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، وأن 41% يعتبرون أفعال إسرائيل في غزة “إبادة جماعية” أو “شبيهة بالإبادة الجماعية”. أظهر استطلاع رأي أجرته جامعة كوينيبياك في آب أن 60% من المشاركين يعارضون المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وهو أعلى مستوى معارضة يُسجل في مثل هذه الاستطلاعات منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 ت1 2023. كما وجد الاستطلاع أن 77% من الديمقراطيين و20% من الجمهوريين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
تعكس هذه البيانات تحولاً تاريخياً جذرياً: فبينما كان دعم إسرائيل في الماضي متساوياً تقريباً بين كلا المعسكرين السياسيين، اتسعت الفجوة على مدار ربع القرن الماضي، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، إلى مستويات غير مسبوقة. وهي لا تعكس تحولاً أيديولوجياً داخل كل حزب فحسب، بل تعكس أيضاً تسييساً متزايداً للقضية الإسرائيلية الفلسطينية، حيث أصبح الموقف من إسرائيل مسألة إجماع وطني ومؤشراً على الانتماء الحزبي.
خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، ساء الوضع. وقد دمج بعض الديمقراطيين التقدميين دعم الفلسطينيين في أجندة أوسع للنضالات الاجتماعية، وخصوصاً بعد احتجاجات حركة “حياة السود مهمة”. خلال حرب السيوف الحديدية، وعلى الرغم من دعم إدارة بايدن لإسرائيل، انتشر انتقاد إسرائيل لإيذائها المدنيين في غزة، وتراجع الدعم بين الديمقراطيين بشكل كبير. ومع ذلك، تُظهر نتائج الاستطلاع بوضوح أن الدعم بين الجمهوريين، وخصوصاً بين الشباب، يشهد اليوم، ولأول مرة منذ سنوات، تراجعاً ملحوظاً. وحتى بعد تغيير الإدارة، لا تزال حرب السيوف الحديدية تؤثر على الرأي العام
* بين الديمقراطيين، عزّزت الحرب الأصوات المعارضة لسياسات إسرائيل، بما في ذلك الدعوات إلى ربط المساعدات العسكرية بتلبية الشروط الإنسانية.
* بين الإنجيليين الشباب، عمّقت صور غزة الفجوة مع الرسائل التقليدية للقيادة الدينية.
* وسط اليمين، وخصوصاً مؤيدو “جعل أمريكا عظيمة مجدداً”، احتدم الجدل حول مدى استفادة الولايات المتحدة من المساعدات غير المشروطة لإسرائيل.
اتجاهات الحزب الديمقراطي
على الرغم من اتجاهات الرأي العام، وخصوصاً بين الناخبين الديمقراطيين، قدمت إدارة بايدن آنذاك دعماً واسعاً لإسرائيل من خلال مساعدات طارئة بمليارات الدولارات، وأسلحة ومعدات عسكرية، وحماية دبلوماسية في الأمم المتحدة، وتعاون عسكري مباشر ضد حزب الله وإيران. إلا أن التراجع الكبير في دعم إسرائيل بين مؤيدي الحزب الديمقراطي بدأ يؤثر أيضاً على قيادة الحزب. ففي تموز 2025، طالب 40 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ بتجديد محادثات وقف إطلاق النار، وانتقدوا سياسة إدارة ترامب المتعلقة بالمساعدات الإنسانية. وبعد أيام، صوّت معظم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لصالح مقترحات رمزية قدمها السيناتور بيرني ساندرز للحد من مبيعات الأسلحة لإسرائيل. ومن المتوقع أن تُصعّب هذه الانتقادات اللاذعة في أوساط القاعدة الديمقراطية على أي قيادة حزبية مستقبلية استعادة نطاق الالتزام الذي قطعته سابقاً تجاه إسرائيل. وفي هذا السياق، دعا جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، الديمقراطيين في الكونغرس مؤخراً إلى التصويت ضد نقل الأسلحة إلى إسرائيل.
من المهم الإشارة إلى أن سلوك الحكومة الإسرائيلية يؤثر بشكل مباشر على تراجع الدعم، ليس فقط بسبب الحرب في قطاع غزة، بل أيضاً بسبب الشعور بفجوات متزايدة في القيم المشتركة، مع التركيز على الإضرار بالديمقراطية والاهتمام بحقوق الإنسان، والتقييم بأن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن مبدأ الحفاظ على التوافق الحزبي، وتتجه بشكل رئيسي نحو العلاقات مع الجمهوريين. ساهمت العوامل التالية أيضاً في ذلك:
* اتهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باختياره مواصلة الحرب في قطاع غزة للحفاظ على الائتلاف الحكومي
* معارضة نية الحكومة الإسرائيلية نقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة وضمه
* الادعاء بأن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، بارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال فرض قيود صارمة على المساعدات الإنسانية لقطاع غزة واستخدام القوة ضد السكان المدنيين.
* اتهام إسرائيل بالتساهل مع المتطرفين اليهود الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية
الاتجاهات داخل الحزب الجمهوري
يواصل الرئيس ترامب وإدارته تقديم دعم واسع لإسرائيل، عسكرياً وسياسياً، وعلى الرغم من اهتمامهم بتعزيز هيكلية جديدة في الشرق الأوسط، تتمحور حول توسيع “اتفاقيات إبراهيم”، إلا أنه ليس من الواضح أنهم يضغطون على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة فوراً، وهو شرطٌ أساسيٌّ للمضي قدماً في هذه الاستراتيجية. وكان قرار الرئيس ترامب بمهاجمة المنشأتين النوويتين في نطنز وفوردو، كشرطٍ ضروري لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران في حزيران، تعبيراً واضحاً عن هذا الدعم.
ومع ذلك، هناك أيضاً مؤشرات متزايدة داخل الحزب الجمهوري على انتقاد سلوك إسرائيل وتساؤلات حول منطق استمرار المساعدات لها. ولا يزال اليمين الأمريكي يُعرب عن دعمه لإسرائيل بشكل كبير، ولكن هناك تزايد ملحوظ في خطاب “أمريكا أولاً” بين المحافظين الشباب، ما يُقوّض الحاجة إلى مساعدات خارجية واسعة النطاق، بما في ذلك لإسرائيل. حذّر قادة الرأي، بمن فيهم تاكر كارلسون وستيف بانون وتشارلي كيرك، من النفوذ المفرط للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) ودفع الولايات المتحدة إلى حروب نيابةً عن إسرائيل. وقد التزمت معظم المؤسسة الجمهورية بدعمها لإسرائيل، لكن بعض أعضاء الكونغرس من الحزب انضموا مؤخراً إلى هذا الانتقاد، وأبرزهم مارغوري تايلور غرين، التي اتهمت إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة.
تُحدث هذه الديناميكية فجوة بين قيادة الحزب، التي لا تزال تدعم إسرائيل بشكل قاطع، وجزء من الجمهور الأصغر سناً، الذين لا يرغبون في دعم إسرائيل إلا عندما يُنظر إليها على أنها تعمل لصالح المصالح الأمريكية المباشرة. إن تراجع دعم إسرائيل بين الجمهوريين الشباب، بمن فيهم المجتمع الإنجيلي، يُشكل ضغطاً على قيادة الحزب، التي تُدرك التغيير في الرأي العام المحلي.
يهود الولايات المتحدة
هناك استطلاعات رأي قليلة موثوقة حول مواقف اليهود الأمريكيين تجاه إسرائيل والحرب في غزة. أظهر استطلاع أجراه مركز معلومات الناخبين اليهود أن مشاعر الارتباط بإسرائيل قفزت إلى 82% فور هجوم حماس، لكنها عادت إلى 69% – وهو مستوى ما قبل الحرب.
امتنعت المنظمات اليهودية الكبرى، مثل الاتحادات الرئيسية، و”الجبهة الوطنية لأمريكا”، ومؤتمر الرؤساء، عن انتقاد طريقة إدارة الحرب علناً. لكن الجناح الليبرالي، بقيادة حركة الإصلاح، أصدر بياناً شديد اللهجة في تموز أدان فيه “التجويع الواسع النطاق لآلاف الفلسطينيين في غزة”، واعتبر أن حرمانهم من الطعام والماء والدواء – وخاصة الأطفال – أمر “غير مبرر”.
كما دفع قرار مجلس الوزراء السياسي الأمني بتوسيع نطاق القتال واحتلال مدينة غزة اللجنة اليهودية الأمريكية (وهي منظمة معتدلة ومؤثرة) إلى إصدار تحذير غير مألوف بشأن “المخاطر الجسيمة” على وضع الرهائن وحياة المدنيين من كلا الجانبين. خلف الكواليس، يُحذّر قادة يهود من “أزمة غير مسبوقة” في مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، خصص اتحاد نيويورك للقادة اليهود مليون دولار لمنظمة الإغاثة الإسرائيلية “إسرائيل إيد” لتقديم المساعدات الإنسانية في غزة.
الخلاصة والتوصيات
تشهد مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة أزمة غير مسبوقة: فبينما لا تزال بعض قواعد دعمها التقليدية، وخصوصاً بين الجمهوريين الأكبر سناً، مستقرة، فإن تآكل الدعم بين الديمقراطيين والمستقلين، وحتى بعض الجمهوريين، يُثير دلائل تحذيرية خطيرة. تعتمد إسرائيل حالياً بشكل متزايد على رئيس يُنظر إليه على أنه لا يُمكن التنبؤ بتصرفاته، وعلى حزب، على الرغم من سيطرته عليه، يُبدي هو أيضاً انتقاداً متزايداً لأفعال إسرائيل ومدى الدعم الأمريكي لها، ويشعر بخيبة أمل متزايدة تجاهها. لا تعكس هذه الاتجاهات انتقاداً لسلوك إسرائيل العسكري والسياسي فحسب، بل تعكس أيضاً تحولاً في القيم والأولويات لدى الرأي العام الأمريكي. إن تراجع التضامن الحزبي مع إسرائيل قد يُلحق الضرر بقدراتها الاستراتيجية والعملياتية، ويحد من مرونتها السياسية، ويُعرّضها للتحديات الإقليمية. لذلك، فإن تآكل الدعم الأمريكي ليس مجرد قضية سياسية، بل تهديد حقيقي لأمن إسرائيل.
في ظل هذا الواقع، تحتاج إسرائيل إلى استراتيجية مُصممة خصيصاً لوقف هذا التآكل المستمر وضمان صمودها الاستراتيجي والدبلوماسي في المستقبل. إن استراتيجية إعلامية لا ترتبط ارتباطاً مباشراً وشفافاً بالسياسة الفعلية لن تنجح في تغيير الاتجاهات الحالية، وتشير التقديرات إلى أنه بدون خطوات ملموسة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ستواجه إسرائيل صعوبة في استعادة مكانتها لدى الرأي العام والقيادة السياسية في الولايات المتحدة.
ستكون استعادة الدعم الأمريكي لإسرائيل عملية طويلة، لكن لا يزال لإسرائيل حلفاء مهمون – من اليهود الأمريكيين، وكبار السن الأمريكيين، والمسيحيين الإنجيليين، والمحافظين. للبناء على هذا الأساس واستعادة الدعم الحزبي، يجب اتخاذ الخطوات التالية بشكل عاجل والترويج لها:
* يجب على إسرائيل أن تقدم للحكومة الأمريكية والجمهور خطة منهجية، تتضمن أهدافاً سياسية وأمنية، وجداول زمنية، ومعالم بارزة، توضح نيتها إنهاء الحملة في قطاع غزة، وليس إدامتها.
* يجب على إسرائيل السماح بدخول مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى القطاع (غذاء، دواء، وقود)، بالتنسيق مع الهيئات الدولية، وتقديم تقارير شفافة إلى الرأي العام الأمريكي والكونغرس حول الخطوات الرامية إلى الحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
* من الضروري إعادة بناء قنوات حوار مباشرة مع قيادة الحزب الديمقراطي، وفي الوقت نفسه، زيادة التواصل مع المجتمعات اليهودية والمجتمعات التقدمية والمجموعات الطلابية، من أجل الحد من الاغتراب وتعزيز فهم هذه الجماهير بأن إسرائيل منتبهة للمخاوف الأخلاقية والاحتياجات القيمية للجمهور الديمقراطي.
* على إسرائيل أن تُظهر استعدادها للدفع بخطوات سياسية (على سبيل المثال، تعزيز السلطة الفلسطينية، والمشاركة في عملية إقليمية برعاية أمريكية)، كدليل على التزامها بتعزيز حل مستقبلي للقضية الفلسطينية، وعدم الاكتفاء بإدارة الصراع بشكل مستمر.
معهد أبحاث الأمن القومي – إلداد شافيت، تيد ساسون
