حبر على ورق

حبر على ورق 421

لـم آتِ بَعْدُ..

الوقتُ لا يَكْفي لأُضْرِمَ في السَّحابِ حَرائِقي.. والأرضُ لا تَكْفي لأُطْلِقَ في مَجاهِلِها خُيُوليَ تَارَةً.. وَزَوارِقي.. لم آتِ بَعدُ.. ورُبَّما ما كُنتُ.. مُخْتَلِفاً أَراني عنْ كياني.. ليْ مَغارِبُ لم أصِلْ يَومَاً إليها.. مِثْلَما لم أَحْظَ يَومَاً بِالوُصولِ إلى ضِفَافِ مَشارِقي.

مرور

سأعرِفُ كيف ألتقِطُ البحارَ مثلَ الهموم‏.. أزرعُ وجهي في المحاراتِ..‏ تقرؤني نوافذي وترمي الورودَ للجهات‏.. ها أنا أمرُّ‏ غريباً كما كنتُ.. مرورَ الغيومِ في حقل الرياحِ.. حاملاً جرارَ الصَّباحِ‏.. في دَمي صفصافةٌ أسوق بها النهاراتِ.. وعلى كتفي صوتها قلعة مغلقة‏.

واحدة تكفي

رَأْسُكَ الْمَلِيْئَةُ بِالْكُتُبِ الْكَثِيْرَةِ وَالأشْعَارْ، رُفُوْفُهَا الْعَامِرَةُ بِعُلَبِ الذِّكْرَيَاتِ وَالأغَانِيْ الْجَمِيْلةْ!! تَضَارِيْسُ خَلايَاهَا الْوَعْرَةُ الْمَسَالِكِ، وَمَا تُخَبِّىْءُ مِنْ أسْرَارٍ غَرِيْبَةٍ وَأحْلامٍ مَا تَعَدَّتْ قَحْفَ الدِّمَاغْ.. كُلُّ ذَلِكَ.. طَلْقَةٌ وَاحِدَةٌ تَكْفِيْهِ.. لِيَتَبَعْثَرُ فِيْ الْهَوَاءِ دَمَاً.. وَشَظَايَا هَذَا الْمَسَاءْ!!؟.

سَيِّدُ الأنْهَارْ

سَيِّدُ الأنْهَارِ مَا أضْنَاهُ السَّفَرْ، مُتَّشِحَاً بِالأوْحَالِ يَمْشِيْ غَاسِلاً دَنَسَ الْبَشَرْ!.. حَامِلاً رُوْحَهُ وَبَقَايَا عِشْقِهِ الْقَدِيْمْ بِرَاحَتَيْهِ الْخِصْبَتَيْنِ، يَنْثُرُهَا هُنَا وَهُنَاكْ؟!.. سَيِّدُ الأنْهَارِ مَا اشْتَكَىْ، وَمَا بَكَىْ! حِيْنَ كَشَّرَتْ تِلْكَ الْمَدِيْنَةُ عَنْ أنْيَابِهَا؛ وَسَرَقَتْ حَقِيْبَتَهُ الْمَلِيْئَةَ بِالذِّكْرَيَاتِ الْجَمِيْلَةْ.. لأُنَاسٍ طَيِّبِيْنَ مَا زَالُوْا يَعُوْدُوْنَهُ فِيْ الصَّبَاحِ وَالْعَشِيَّةْ يَشْتَكُوْنَ إِلَيْهِ وَيَبْكُوْنْ، وَسَيِّدُ الأنْهَارِ مَا اشْتَكَىْ، وَمَا بَكَىْ!.