إسرائيل تصعّد تهديداتها ضد لبنان وتنسق مع واشنطن لتفكيك الدولة
بقلم محمد الضيقة
من دون أوراق قوة لا يستطيع لبنان أن يحقق وجهة نظره بشأن وقف الاعتداءات الإسرائيلية على مناطقه، فالقوة هي التي تحقق الغاية التي هدف إليها رئيس الجمهورية جوزاف عون، وهو إجراء مفاوضات غير مباشرة مع العدو تؤدي إلى وقف الهمجية الإسرائيلية، وذلك على نسق ما حصل خلال ترسيم الحدود البحرية.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أن موقف الرئيس عون الذي دعا فيه الجيش لتحمل مسؤولياته والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية البرية هو لم يحرج المقاومة كما إدعى بعض السياسيين والإعلاميين المأجورين بل بالعكس، فإن المقاومة رحبت بموقفه واعتبرته خطوة متقدمة من الدولة في مواجهة الغطرسة الصهيونية، معتبرة هذه الدعوة فيما لو تم ترجمتها على أرض الواقع قد تدفع واشنطن والعدو إلى إعادة حساباتهم اللبنانية، لافتة في هذا السياق إلى كثرة التهديدات الإسرائيلية عقب موقف رئيس الجمهورية.
وأكدت هذه الأوساط أن عمليات التهويل سواء الإسرائيلية منها أو بعض ما يصدر عن خصوم المقاومة في الداخل، فهي مجرد فقاعات ستبددها أي مواجهة مع الجيش اللبناني لأنه لا الإدارة الأمريكية ولا حلفاؤها من المكونات السياسية اللبنانية يريدون أي تغيير في قواعد الاشتباك التي تحاول إسرائيل فرضها من خلال مواصلة اعتداءاتها.
وفي السياق ذاته تقول هذه الأوساط إن دعوة الرئيس تؤكد فشل أي رهان على الموقف الأمريكي، وبالتالي فشل الخيار الدبلوماسي لأنه من خلال القوة التي يمتلكها لبنان والتي كانت تعبّر عنها الثلاثية الذهبية “جيش وشعب ومقاومة” فرض على العدو الصهيوني وجهة نظره خلال عدوانَيْ تموز 1993 ونيسان 1996 وحرب 2006، وبالتالي لا يمكن للبنان أن يفرض على العدو احترام سيادته إلا من خلال ما يملك من أوراق قوة، والمقاومة هي الورقة الوحيدة التي ستحقق للدولة التي أيقنت عقم اعتمادها على الخيار الدبلوماسي.
وأكدت الأوساط أن لبنان لم يتبلغ حتى الآن عبر الوسطاء أي جواب من الجانب الصهيوني ومن الجانب الأمريكي على دعوة الرئيس حول إجراء مفاوضات غير مباشرة، إلا أن اللافت – تقول الأوساط – هي الاتهامات التي صدرت عن ما يسمى الموفد الأمريكي توم براك ضد الدولة اللبنانية ووصفها بأنها فاشلة، وكما يبدو أن موقف براك قد يكون رسالة للرئيس عون الذي فضح أكاذيبه التي ورطت الحكومة بالموافقة على ورقته في جلستي 5 و7 آب الماضي، حيث تعهد براك في حال وافقت الحكومة على ورقته، سيعقب هذه الموافقة وقف الاعتداءات الإسرائيلية وبدء الانسحاب من المناطق المحتلة، إلا أن ما حصل كان عكس ذلك تماماً، حيث ظهر أن حكومة العدو لم تكن على علم بورقة براك ولم توافق عليها، وما اتهامه للدولة اللبنانية في آخر مواقفه، ما هو إلا رد مباشر على فشل خططه لجنوبي لبنان، حيث كان يسعى لتحقيق ما تم تداوله بشأن إنشاء مشاريع اقتصادية في المنطقة الحدودية، وكما يبدو أن موقف الرئيس عون ودعوته للجيش بالتصدي أجهض خطط براك.
