دخول لبنان في مفاوضات غير مباشرة خطوة قد تقود إلى التطبيع!!
بقلم محمد الضيقة
قرار رئيس الجمهورية جوزاف عون قبل أيام أحدث توتراً وإرباكاً في الشارع ولدى المقاومة وحلفائها، ومصدر هذا القلق أنه لم تتوضح بعد آلية التفاوض في لجنة الميكانيزم بحضور المندوب المدني اللبناني إلى جانب المندوب الإسرائيلي، كما لم تتوضح طبيعة وشكل المفاوضات هل ستتم داخل اللجنة الخماسية أو عبر قناة تفاوض أخرى.
أوساط سياسية متابعة أشارت إلى أن البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية أوضح أن قرار المشاركة اتخذ بالتفاهم والتوافق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وهذا يعني كما تقول الأوساط هو مجرد تزويد لجنة المفاوضات بعضو مدني، ويبدو أن طريقة التفاوض ستبقى كما هي أي مفاوضات غير مباشرة كما حصل خلال المفاوضات التي جرت بشأن ترسيم الحدود البحرية.
والسؤال هنا – تقول الأوساط – هل أن موافقة إدارة ترامب وبالتالي نتنياهو على هذه الصيغة بعد أن تم رفضها يؤشر إلى أن هناك مشروعاً صهيو/أمريكي يهدف من خلال سياسة الخطوة – خطوة إيصال لبنان إلى مرحلة التطبيع.
وتضيف أنه وبغضّ النظر عن الأهداف الإسرائيلية وعن الآمال اللبنانية فإن هناك صعوبة كبيرة في أن ينصاع لبنان لرغبات واشنطن في ظلّ وجود حزب الله وحلفائه، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن انخراط لبنان بهذه المفاوضات لن يحقق للسلطة أياً من أهدافها، أي أن العدو الصهيوني لن ينسحب من الأراضي التي احتلها، ولن يتوقف عن عملياته العدوانية التي تشمل الجنوب والبقاع والضاحية.
ودعت الأوساط أنصار المقاومة إلى عدم الانفعال من قرار الرئيس جوزاف عون، لأن المشهد السائد منذ عام سيبقى على حاله، لافتة في هذا السياق إلى أحد نتائج قرار المشاركة بعضو مدني أنه لم يتم التطرق في الاجتماع الأخير للميكانيزم إلى أي دعوة لتفتيش الممتلكات الخاصة للمدنيين، كما أن الاجتماع لم يشهد مواقف تهويلية وتهديدات من أورتاغوس، كما حاولت أطراف سياسية لبنانية، خصوصاً القوات اللبنانية وحلفاؤها الترويج له خلال أسابيع، حيث أكدوا على أن إسرائيل ستصعّد من عدوانها بعد زيارة البابا، وهذا الأمر لم يحدث ولن يحدث لأن الكيان الصهيوني عاجز عن خوض حرب مفتوحة ضد المقاومة لاعتبارات كثيرة أبرزها حسب هذه الأوساط أنه ما دامت المقاومة محتفظة بسلاحها، فإن العدو لن يجرؤ على شن حرب واسعة، لأن أي حرب ستؤدي حتماً إلى إعادة تهجير آلاف المستوطنين من الجليل، وهو أمر يخشاه العدو، خصوصاً أنه بذل جهوداً كبيرة من أجل إقناعهم بالعودة إلى شمال فلسطين.
تؤكد الأوساط أن العدو يخشى كلفة أي مواجهة، كذلك ترى واشنطن أن أي حرب لا تخدم مصلحتها في لبنان، بل على العكس تخشى إدارة ترامب أن تخسر كل نفوذها الذي تعاظم إلى حدوده القصوى بعد الحرب الأخيرة.
وأكدت الأوساط أن قرار رئيس الجمهورية ومشاركة مدنيين في مفاوضات غير مباشرة لن توقف الاعتداءات الإسرائيلية، كما أن كافة المبادرات الدبلوماسية الدولية والإقليمية ستبقى دون أفق لأن قادة العدو وفي ظل هذا الانهيار العربي الشامل يرون من أن حلمهم بإسرائيل الكبرى قابل للتحقق.
