وسط تعزيز محور المقاومة، نهجه ومسيرته الكيان الصهيوني على مفترق طرق إما وقف العدوان وإما بداية الانهياروسط تعزيز محور المقاومة، نهجه ومسيرته
بقلم: محمد الضيقة
حركة الموفدين الغربيين حتى العرب لم تنقطع ولن تنقطع عن زيارة بيروت ولقاء المسؤولين فيها وما يحمله هؤلاء من أفكار معظمها لخدمة الكيان الصهيوني وراحته، ومن أجل تهدئة الجبهة في جنوب لبنان مع العدو الصهيوني بهدف إعادة المستوطنين إلى مستعمراتهم من خلال إبعاد المقاومة إلى شمالي نهر الليطاني وذلك عبر تنفيذ القرار 1701.
أوساط سياسية متابعة أكدت أنه بعد العدوان المتواصل على غزة منذ أشهر باتت وحدة الساحات أمراً واقعاً بين لبنان والعراق واليمن وبات كل هؤلاء الموفدين مقتنعين تماماً أن المسار بات أيضاً مساراً واحداً مع فلسطين، فحتى لو جاءت كل الدول بأساطيلها فإن جبهات الإسناد لن تتوقف حتى وقف إطلاق النار في غزة، هذه هي المعادلة التي أعلنها سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، حيث بعد هذا الموقف بات كل ما يتم تداوله يندرج في سياق البروباغندا التي يتقنها الغرب جيداً.
وتضيف الأوساط أن محور المقاومة يعزز كل يوم تحالفه بصبرٍ ومنهجيه عبر الميدان في معركة غزة، حيث بات من الصعب على واشنطن وحلفائها تفكيكه بسهولة، خصوصاً أنه أثبت فاعليته وقدرته على تهديد وجودي للكيان الصهيوني، وقدرته أيضاً على إجهاض كل المشاريع الغربية والأمريكية التي تستهدف المنطقة وتحديداً كل حركات المقاومة.
وأشارت الأوساط إلى أن التهدئة التي يعمل الغرب على إنجازها خدمة للعدو لن تحصل إلا بعد وقف عدوانه على غزة. مؤكدة أن هذا المحور بات واقعاً إقليمياً قائماً لا يمكن تجاوزه وسيتعين على الخارج أن يحسب حسابه لسنوات عديدة وسيضطر للتعامل معه كأمر واقع، معتبرة أن موقف قوى المقاومة بات واضحاً إما القبول بنتائج المعركة التي أثبتت توازناتها أنها تميل لمصلحة هذا المحور وإما الذهاب إلى أبعد من ذلك، حيث أن استمرار العدوان سيضطر العدو أن يدفع أثماناً أكبر وسيتم من خلال تظهير فشله وخسارته لمفهوم الردع، لكن على جبهة أكبر وبحجم أكثر للعدو، لذا تقول هذه الأوساط إن عليه أن يختار بين وقف عدوانه والاكتفاء بحجم ما خسره حتى الآن وإما فإن وجوده من عدمه بات موضوع نقاش ليس في محور المقاومة بل لدى حلفائه في واشنطن والغرب وعند بعض العرب.
وأضافت هذه الأوساط في سياق تقييمها للواقع الميداني باعتبار الرسالة الصاروخية الإيرانية مع قصف مواقع في باكستان بعد العراق وسوريا وقبل ضرب سفينتين إسرائيليتين في المحيط الهندي موجهة أولاً وأخيراً إلى واشنطن وحلفائها ومضمونها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتهاون مع أي خطر يهدد أمنها الوطني وهي جاهزة للرد على أي عدوان يستهدفها وأنه سيكون قاسياً ومدمراً وهذا يؤشر حسب هذه الأوساط أن طهران حاضرة لخوض المواجهة والمنازلة مع الغرب، خصوصاً أن الاستراتيجية الإيرانية تنطلق من قاعدة ثابتة من أن كل الحروب التي تجتاح المنطقة والإقليم هي من صنع واشنطن، وبالتالي فإن المشروع الإيراني الاستراتيجي هو تقليص نفوذ الغرب قبل إخراجه كلياً من الشرق الأوسط.