نشاطات

التجمع يشارك في مؤتمر الأديان في سيبيريا

بدعوة من مفتي سيبيريا سماحة الشيخ نور الله حضرت شارك نائب رئيس تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد في مؤتمر الحوار الإسلامي – المسيحي الدولي الذي أقيم في إقليم سيبيريا الروسي في مدينة تومسك تحت عنوان: “سيبيريا – إقليم الحوار” للتعاون والتفاعل بين الديانتين العالميتين، الإسلام والأرثوذكسية، والذي يراد منه إظهار القواسم المشتركة للجهود المبذولة للحفاظ على القيم التقليدية، وتطوير آليات فعالة لمواجهة قوى التدمير العالمية، وتقديم إجابات مشتركة لتحديات وتهديدات عصرنا.

وقد شارك في المنتدى ممثلون عن رجال الدين المسلمين والأرثوذكس وكبار العلماء والخبراء في هذا المجال، وممثلي السلطات التنفيذية والتشريعية على مختلف المستويات، وممثلو المنظمات العامة ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى في روسيا والدول الأجنبية. وقد نظم هذا المنتدى: الهيئة الدينية المركزية “المجمع الروحاني لمسلمي روسيا”، مؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتربية الإسلامية، المنظمة الدينية المركزية “الإدارة الروحية لمسلمي سيبيريا”، المنظمة الدينية المركزية “الإدارة الروحية الإقليمية لمسلمي تومسك” وأبرشية تومسك التابعة لبطريركية موسكو للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

الشيخ الدكتور زهير الجعيد ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر هذا بعض ما جاء فيها:

ما تشاهدونه اليوم من مجازر ومحارق وإبادة وتدمير في غزة ليس جديداً في فلسطين، ولكن منذ أن وجد هذا الكيان الصهيوني وفي كل ساعة ولحظة منذ تأسيسه واحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية كانت مجازره مستمرة حتى اليوم في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن وغيرها. هذا الكيان الذي انبنى على العدوانية وممارسة أبشع المجازر وعمليات القتل الوحشية وعلى طرد وتهجير أصحاب الأرض الحقيقيين وجلب شعوب مختلفة الألوان والأعراق واللغات من سائر أصقاع الأرض لاستيطان واحتلال أراضي وبيوت وممتلكات الفلسطينيين.

ونرى اليوم الأطفال والنساء والعجز في غزة رغم كل البشاعات والمجازر والمذابح والدمار الشامل متشبثون بأرضهم لا يغادرونها، وتعلن هدنة ويتوقف العدوان لمدة أسبوع من أجل تبادل الأسرى والمعتقلين فنرى الغزاويين يعودون إلى بيوتهم المدمرة لا يغادرونها أبداً، هنا نعرف الفرق بينهم وبين الصهاينة المحتلين وليس اليهود لأن اليهودية هو دين محترم عند الإسلام وكذلك المسيحية، وعندما حكم الإسلام كل العالم فهو الذي حافظ على الوجود المسيحي في الشرق، وتعالوا إلى لبنان والبلاد العربية لتروا بأم العين المسجد إلى جانب الكنيسة وعاش اليهودي والمسيحي إلى جانب المسلم مع ضمان حرية العبادة والاعتقاد، ورئيس بلدي لبنان مسيحي رغم الأكثرية المسلمة. لذلك نحن أهل الوحدة والحوار والوفاق ولكننا ضد العدوان وممارسة الظلم الاستكباري العالمي بقيادة أمريكية وأوروبية، الحرب اليوم في غزة ليست حرب نتنياهو لكنها حرب الرئيس بايدن بإدارته السياسية وحرب فرنسا وبريطانيا وكل الدول الظالمة.

نحن كمسلمين نحب ونقدس عيسى المسيح كما نحب ونقدس محمد عليهما الصلاة والسلام فلا نفرق بين رسل الله، ولكننا لا نقول ولا نؤمن بأنه صلب أو قتل بل رفع إلى السماء، ولكن يا سيادة البطرك ويا رجال الدين المسيحيين أسألكم من صلب سيدنا المسيح حسب رأي دينكم؟ أو ليسوا هم الآباء والأجداد الذين عذبوا سيدنا عيسى عليه السلام وآلموه وآذوه لنفس النسل والأبناء الذين يقطعون اليوم الأطفال ويقتلون النساء ويسحقون الشيوخ دون رحمة وشفقة وعلى مرأى من العالم الذي يسمي نفسه عالماً حراً ويدعي حقوق الإنسان وينادي بحقوق الطفولة، لكنه لا يرى الأطفال المقطعة أشلاء ولا النساء الثكلى ولا الإنسان المظلوم في فلسطين وغزة الذبيحة.

إن روسيا وعلى رأسها سيادة الرئيس بوتين الذي يصيغ مع دول البريكس سياسة جديدة للعالم كله، سياسة مبينة على الاحترام المتبادل والتعاون، حين يقول إن سياسة أمريكا هي سياسة نسج بيت العنكبوت، نعم معاً من خلال وحدتنا والحوار، والإسلام والمسيحية ليست ببعيدة عن بعضها البعض، فالله سبحانه تعالى قال في كتابه العزيز: ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّا نَصَـٰرَىٰۚ ذَ⁠لِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّیسِینَ وَرُهۡبَانࣰا وَأَنَّهُمۡ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ﴾؛ شرط رجال الدين أنهم لا يستكبرون ولكنهم متواضعون متحابون، وأنهم مناصرون للحق ومحاربون للظلم والعدوان.

من لبنان المقاومة الذي هو جزء من بلاد الشام التي هي مهد المسيح ونحن القريبون من مدينة الأديان القدس الشريف التي هي ليست مدينة للمسلمين فقط لكنها مدينة الإسلام والمسيحية، رمز التعايش والسلام الحقيقي، أتيتكم أحمل لكم يا إخوتي المسيحيين كل الاحترام والتقدير وأرجو الله عز وجل أن نتعاون معاً من أجل حرية الإنسان ومن أجل كرامته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.